عملة البيتكوين تتخطى الـ100 ألف دولار؟

عملة البيتكوين تتخطى الـ100 ألف دولار؟ ماذا حصل؟ واصلت عملة بيتكوين تحقيق مستويات غير مسبوقة، متجاوزة مستوى 72 ألف دولار ومكاسب بلغت 244% خلال آخر 12 شهر، وسط ارتفاع معدلات الطلب على العملة المشفرة وبدعم من توجهات قوية في بريطانيا ستسمح بإدراج المنتجات المتداولة في البورصة المرتبطة بالعملات المشفرة لأول مرة.
ووفقًا لبيانات وكالة “بلومبرغ” واصلت سعر الوحدة من البيتكوين إرتفاعاتها القوية محققة بذلك ارتفاعاً نسبته حوالى 70 في المئة هذا العام، وذلك وسط تبنى العديد من الشركات توقعات قوية للبيتكوين في 2024، فكيف كانت بداية العملة الأكثر إرتفاعًا؟
البيتكوين

تتيح عملة البيتكوين، فرص استخدامها كعملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
وترجع بداية نشأتها إلى عام 2009، وبالتحديد عبر شخص تحت اسم ساتوشي ناكاموتو، قام بطرح العملة بشكل أساسي بهدف استخدامها في عمليات الدفع التي لا تخضع إلى رقابة من جانب الحكومة أو رسوم معاملات، بخلاف العملات التقليدية “الإلزامية”“
أول عملية منفذة
وبالتدرج في رحلة مسار العملة المشفرة، فالبداية جاءت عبر تسجيل موقع bitcoin.org، وإطلاق النسخة الأولى من العملة في شهركانون الثاني (يناير) 2009، وحُدد سعر صرف الإصدار الأول من bitcoin عند 1309.03 Bitcoin لكل دولار أميركي، ومن ثم بدء أول تعامل عالمي حقيقي لعملة البيتكوين، مع دفع 10,000 بيتكوين مقابل بيتزا على منتدى بيتكوين.

مراحل التطور
وعقب تنفيذ أول معاملة حقيقة عبر البيتكوين، أعلن للمرة الأولى عن إنشاء موقع جديد، مع نشر أول سعر تداول للعملة بواقع 1 بيتكوين يوازي 0.001 دولار.
وخلال الفترات التالية وبالتحديد مع بداية عام 2010، سجل سعر بتكوين 0.40 دولار للعملة الواحدة، ومنذ هذا التاريخ واصلت العملة المشفرة مسارها الصاعد عبر ارتفاع معدلات الطلب عليها إلكترونيًا واستخدامها في المعاملات المخصصة لها، لتقفز العملة بداية أيار (مايو) 2010، متجاوزة حاجز 8 دولارات.
هبوط مفاجئ
ومع استمرار صعود العملة المشفرة وارتفاع قيمتها مع تنامي معدلات الطلب، اجتذبت العملة الضوء من وسائل الإعلام المختلفة، بخاصة مع وصول قيمتها في حزيران (يونيو) 2011 إلى مستوى 31 دولاار، إلا أن هذا الإرتفاع لم يدم طويلًا وسرعان ما شهدت العملة انخفاضًا قويًا بنسب تصل إلى 90% من قيمتها، ليرسم مزيد من علامات الاستفهام أمام مستقبل واستمرارية العملة.
عام 2012 وبداية المسار
شهد عام 2012، عقب التراجعات الحادة للعملة المشفرة، نموا تدريجيا على صعيد مسار العملة بالتزامن مع قيام البنك المركزي الأوروبي بنشر تقرير مفصل عن العملات الافتراضية، وإدراج العملة كمكافأة من بعض الجهات.
ساهمت تلك العوامل في دعم استقرار مستويات العملة مع نهاية العام، ورسم بداية صعود جديد للعملة الرقمية.
كسر حاجز الـ ألف دولار
مثل عام 2013، علامة فارقة في ضوء القفزة التاريخية للعملة وتجاوزها مستوى ألف دولار في الولايات المتحدة، وعزز ذلك التوجه عدد من العوامل في مقدمتها:
– تركيب أول صراف آلي للبيتكوين في مدينة فانكوفر، وهو ما دعم المشترين بتحويل العملات الورقية إلى العملات الرقمية بسهولة.
– سماح شركة أبل بتداول استخدام العملة عبر تطبيقاتها.

قرار بنك الشعب الصيني
مع الإرتفاعات المستمرة والمستويات الجديدة، قرر بنك الشعب الصيني منع المؤسسات المالية من استخدام العملات المشفرة ومنها البيتكوين، الأمر الذى أدى إلى تراجع مستوى العملة إلى أقل من 1000 دولار مع نهاية عام 2013.
هجمات إلكترونية واختراقات أمنية
تعرضت العملة المشفرة لأوضاع غير مستقرة خلال 2014، وبالتحديد مع الهجمات الإلكترونية والاختراقات الأمنية إلى تعرضت لها احدى أقدم البورصات المشفرة، «إم تي جوكس»، وإغلاق (إم تي جوكس) أقدم منصة تبادل عملة البيتكوين، لتنهي العام على مستوى 314 دولارا.
بداية التعافي
وشهدت الأعوام التالية بداية مسار التعافي للعملة المشفرة في ضوء:
– أصبحت أغلب مواقع الربح والاستثمار تتعامل بالبيتكوين.
– إكتساب المزيد من الشرعية بين الشركات المالية القديمة.
– إصدار اليابان قانونا لقبول بيتكوين كطريقة دفع قانونية.
– إعلان روسيا بدء تقنين استخدام العملات مثل بيتكوين.
بالإضافة إلى عدد أخر من العوامل دعمت مسار الصعود للعملة المشفرة، في ضوء تنامي معدلات الطلب عليها، وعدم خضوعها لسياسات البنوك المركزية، الأمر الذي انعكس بقوة على عدم تأثرها بتدهور المؤشرات الاقتصادية وآثارها مثل تفاقم معدلات التضخم حول العالم والأزمات المالية لمعظم الدول.

القرار الأبرز
مع استمرار صعود عملة البيتكوين بقوة، دعم المسار الصاعد المتوقع قرار موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، بإعطاء الضوء الأخضر هذا العام 2024، لصناديق صرف مرتبطة بالسعر الفوري للـ”بيتكوين”، والموفقة على تغييرات القواعد التي تمهد الطريق لصناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين.
وهو ما دعم بدوره قوة العملة المشفرة، والتي كانت بحاجة إلى دعم معنوي، وتجاوز مستويات غير مسبوقة للمرة الأولى، وذلك وسط تبنى العديد من الشركات توقعات قوية للبيتكوين في 2024، إذ يتوقع “ستاندرد تشارترد” تسجيل البيتكوين 100,000 بنهاية العام، فيما تتوقع شركة “ماتريكسبورت” للخدمات المالية الافتراضية أن تصل بيتكوين إلى 125,000 دولار.
أسباب الإرتفاعات
وفي ضوء ذلك رصدت الخبيرة الاقتصادية ومحللة أسواق المال الدكتورة حنان رمسيس في تصريحات خاصة الى “النهار العربي” أبرز الأسباب وراء ارتفاعات عملة بيتكوين غير المسبوقة على النحو التالي:
– عدم خضوع عملة بيتكوين لرقابة البنوك المركزية والفيدرالي الأميركي، وهو ما يمثل ميزة تتمثل في عدم إرتباطها بخطط تحفيز أو دعم لخطط الاقتصاديات المختلفة.
– عدم تأثر العملة بمعدلات التضخم المرتفعة، في ضوء عدم إرتباطها بالسياسات النقدية لأي من البنوك المركزية أو الفيدرالي الأميركي.
– إهتمام عدد من الدول ببدء التداول بها.
– موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، على تغيير القواعد للسماح بإنشاء صناديق تداول بيتكوين في الولايات المتحدة.
أضافت أن تلك الأسباب مثلت محاور داعمة نحو إتجاه العملة المشفرة مسار صاعد قوي خلال المرحلة الأخيرة.
توقعات 2024
وتوقعت رمسيس، استمرار بيتكوين في رحلة الصعود القوية لها والوصول إلى مستويات تقارب الـ100 ألف دولار قبل النصف الثاني من العام الجاري 2024.
أوضحت أن تلك التوقعات تأتي في ضوء معدلات الإقبال القوية من المتعاملين وفي ضوء عدم تأثرها بتدهور المؤشرات الاقتصادية العالمية مثل التضخم وغيره.